الخميس، 21 يوليو 2016

منذ آخر تدوينة كتبتها هنا عن والدي رحمه الله..

تغيرت حياتي بنسبة تتفوق بكثير على الــ 180 درجة..

تغيرت الكثير من الأشياء.. من اولها وأهمها أنا..

انتقلنا من العيش بمدينة مكة لمدينة جدة.. تركنا كل شيء خلفنا.. أسسنا حياة مختلفة تماما.. ودخلنا عراك الحياة بضراوة لم نتوقعها..

بعد وفاة والدي عرفت بكل ما تملكه المعرفة من معاني ما الذي يعنيه انهيار السقف.. وانك تصبح فجأة المسؤول عن حياتك وأنك أحد الألواح المثقوبة التي تحارب لستر ثقبها كي لا يغرق المركب الذي تنتمي إليه..

الأحداث تفوق الوصف.. الظروف والأشياء التي مررنا بها أكبر بكثير من ان اجيد اختصارها وتلخيصها في عدة سطور..

ما يهمني أن اكتب عنه هنا هو رحمة الله.. جنوده الذين لو أصغيت القليل من السمع الروحي لسمعت حفيف اجنحتهم يضرب كتفيك وأنت تبكي.. ملائكة الرحمن الذين ينزلون رحمته من السماء لتحيطك وتعينط في أعتى وأسوأ الظروف..

عن القاع الذي كلما طننت انك بلغته سقطت أعمق وأكثر... 

ثم فجأة يحملك الله على بساط من حنان ورحمة إلى سابع سماء ويخبرك بأوضح الرسائل أنه معك أينما كنت ويحبك..


حوض نظيف تؤخذ إليه حياتك وتغتسل وتخرج بوجه جديد وملابس نظيفة جديدة..

كيف يمكن أن أصف الحياة بعد وفاة والدي؟؟

نوع من تجسيد حقيقي لما يسموه (أن الله كما يأخذ يعطي)

ما أعرفه أن كل ما كنت اعتقده عن النضج والمسؤوليات وما نحو ذلك هو هراء..

انني ما زلت طفلة جدا.. وشخت فجأة جدا..


اعتقد أنني اكتب هراءا لا ينتهي..

ما كتبت هنا لأجله هو إخبار.. لنفسي قبل أن يكون لقراءي أنني أرغب رغبة حقيقية في العودة للكتابة ..

أن استعيد قدرة أصابعي على التعبير..

أن استطيع من جديد ان اخبركم بما افكر فيه وما يجول بأعماقي..

لست أدري كيف سيكون مسار التدوينات منذ الآن فصاعدا أنني اشعر حقا أنني تغيرت كثيرا وأريدكم أن تخبروني إذا ما كنت على حق أو لا..


المهم....... انني اشتقت إليكم جدا..
حتى لو لم يسبق لي أن اراكم وانظر في عيونكم..

إن مرور عيونكم على أحرفي هذه يشبه أن تصافح أرواحكم الصامتة روحي ..

وروحي بحاجة لمصافحة وعناق....


شكرا لكل شيء قدمتموه لي دون أن تدركوا حتى ما قدمتموه...... :)

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

مرحباً بعودتك أنين ..
لا بأس .. لا بأس ..

الحياة لا تمنح أحداً كل ما يتمنى و قطارها لا يتوقف حسب رغبات راكبيه ..
تلك المحطات التي كنا نحاول أن نتناساها رغم علمنا بأنها محطات إجبارية لا بد أن يتوقف عندها القطار وينادى بنا للنزول , حين نلملم أشيائنا ونحن نحدث أنفسنا بأن أياماً حلوة كالتي عشناها في هذا القطار لن تعود مهما حدث لأن من شاركونا فيها لن يعودوا ..

حين نتهيأ لصعود قطار آخر غريب , مختلف , لا نعرف من نجاور فيه , من نحب ومن نكره وكم تستمر رحلتنا فيه , حين نشعر بإنقباض ورهبة و توجس و ضياع ..

تلك لحظات تمر سريعاً , وما نلبث أن نجد لنا مكاناً دافئاً في قطارنا الجديد , نتكيف و نتغير و نجد من يشاركنا لحظات جميله , صباحات ومساءات تنسينا شيئاً مما ران على قلوبنا ..

تلك السعادة التي كانت تغمرنا ونحن أطفال في الملاهي نمسك بطاقات اللعب نتلفت ونشير لأبي أين يذهب بنا ستعود , ستعود بنكهة أخرى و في بيئة مختلفة و مع أشخاص آخرين وفي مناسبات مختلفة , لكنها ستعود ..

ذلك السلام الداخلي الذي كنا نحس بأنه يحتل صدورنا ونحن مراهقين حين يتسلل إلى دواخلنا مع نسمات الريح الباردة المختلطة برائحة المطر وصوت ضحكات الأطفال و تغريد العصافير سيعود ..

في كل قطار نسافر فيه الكثير من أسباب السعادة و الرضا و الكثير من أسباب البؤس و الكدر , علينا فقط أن نجد ما نريد .. ونؤمن يقيناً بأن رحمة الله وسعت كل شيء ..

البتــــول مشــهـور يقول...

كلماتك النقية صديقي وجدت لنفسها طريقا منيرا بين ظلامين لتستقر في روحي..

(حين نتهيأ لصعود قطار آخر غريب , مختلف , لا نعرف من نجاور فيه , من نحب ومن نكره وكم تستمر رحلتنا فيه , حين نشعر بإنقباض ورهبة و توجس و ضياع ..

تلك لحظات تمر سريعاً , وما نلبث أن نجد لنا مكاناً دافئاً في قطارنا الجديد , نتكيف و نتغير و نجد من يشاركنا لحظات جميله , صباحات ومساءات تنسينا شيئاً مما ران على قلوبنا ..)

بشكل دقيق جدا وصفت تلك الفترات الصعبة والتي وجدت فيها بين صخرة وصخرة رحمة كامنة كنور منسحق على فرجة باب يكاد يفتح..

أشكرك لما نثرته..

وأشكرك لتواجدك الدائم رغم أنني لم أعرفك حتى الآن لكنني أصبحت أميزك من رائحة الحرف..

كما تفضلت آنفا.. في القطار الجديد الغريب الذي وجدنا أنفسنا مرغمين للصعود على أعتابه منتظرين قدرا مجهولا وجدت حياة أخرى لا تختلف في احتواءها على الرحمة عن سابقتها..
في وجود الإله بين كل نفس ونفس..
حتى أنني أذكر في سابقة حفرت بأعماقي إلى يوم موتي حلما بعثه الله إلي حين نمت وأنا أنتحب من شدة البكاء والاختناق.. رأيت حمامة بيضاء ضخمة بحجم السماء هبطت إلى الأرض وجاءت إلي خصيصا لتضمني بين جناحيها.. كان هناك صوت يتردد في داخلي ويقول "اسمها حمامة الرحمة.. اسمها حمامة الرحمة"

هذا الحلم لن أنساه ما حييت.. لأنه كان معجزة أتت بثمارها فور صحوي منها.. أتت بالخير والفرج كله.. حتى تظن أنك كنت في الجحيم وانتقلت بك رحمة الله فجأة إلى الجنة (تقدست المذكورات عن التشبيه)..

لكل مقطورة في قطار حياتنا جنة.. وجحيم..
وبينهما إله رحيم ينتظر حسن ظنك بك ومدى تمسكك بدعاءه وذكره ..

هذا ما كنت أعيشه تقريبا في تلك الفترة..


أكرر شكري لوجودك :)

في حفظ الرحمن..

غير معرف يقول...

عودا حمدا
و نتمني ليكي كل التوفيق

غير معرف يقول...

نسال الله ان يعوضك عن كل شي

غير معرف يقول...

جميل