الخميس، 13 أبريل 2006

سأبقى أحبك بكلمات متورة...

أعطني الريشة والألوان وكن لوحتي...قف بين أضلعي وأتركني ألطخ بريشتي جنة أرسمها على مقلتيك..أعطني المجداف وكن قاربا يحتويني فأقوده إلى جزر السعادة والأحلام بعيدا عن شعاعات القمر المتسللة بين الشجيرات...

الأشجار مائلة بجذعها وأطراف أغصانها ملامسة لسطح البحيرة كشعيرات فتيات يرقصن رقصة الظل في أحضان الليل...وأنا أجدف بقاربي.......بك!

على رمال الصحراء القاحلة كن نقشا يروي قصة الواحات..
نقشا يروي عطش ذرات الرمال حين يحتضنها ليحميها من الشمس..

إنطلق من هناك...كسهم أطلقته ملائكة القمر فانغرس في قلبي..ليبعث فيه الحياة مرة أخرى.. من هناك إنطلق....من جنات العطاء...وأنغرس في قلبي العطش...

كن شاطئي الذي تتلاطم عليه أمواج حيرتي...وكن مظلتي التي تحميني من لأمطار...

إستسلم لريشتي وألواني لأصنع منك حلمي...لأجعلك كما أريد... ملاكا ينساب بين الظلال....فيجذبها...

ملاكا يسافر عبر شعاعات القمر ويسير بين حشائش الغابات...يخترق الأودية ويسير على الأنهار دون أن يغؤق..عذبا شفافا راائقا كسكبة من مياه الينابيع المتدفقة..

ملاكا يسير ولا يرى أمامه سواي...



كن شعاعا لا ينعكس إلا على مرآتي..شعاعا يخترق كل شيء ليستقر بين جنبات أضلعي..

أعطني التاج والصولجان وكن مملكتي...مملكة الجنان والأحلام...مملكة السحر...مملكة الحب الحقيقي...

كن عمري...الذي لا يقبل القسمة على إثنين...كن قبلة حامية ترتعش على رووحي..وتنصب في أعماقي دفئا وجمالا...

كن بياضا على ورق....ولأكتب عليك قصتي وذكرياتي ومذكراتي..كن دميتي التي أحتضنها ليلا وأنام متمرغة في أحضانها..فإني أتوهج لأن أرسمك...لأن أهبك الملامح..أهبك الألوان..والخطوط......أهبك الجنة التي لم تعرف كيف ترسمها داخلك...سأرسمها أنا في أعماقك ثم أعيشها فيك... ومعك....داخلك...وحين تغمض عيناك ستراني طيفا يركض بين تلك الجنان المستقرة داخلك....أمرح بقلبك وأجري في دمائك وبين عروقك أرتوي من ينابيع الحنان والحب المتدفقة داخلك....

أتوهج لأن أدمج الألوان فأخترع لونا لم يوجد من قبل وأرسم به جنتنا....جنة الحلم....أتوهج لأن أخترع كلمة سحرية لم ينطقها لسان من قبل...أتوهج لألقي بمرساي في شواطئ الشوق داخلك...

أتحرر من قيودي وأنطلق إليك...أطير كفراشة سعيدة...أصل إلى القمر...وأنساب مع معزوفة الليل..ونغمات الفجر توقظني لأجدني بين ذراعي السحر داخلك أتمرغ في حبك وأتنفس عشقك وأعيش هواك...

أتوهج لأن أغمض عيني فأراك ساكنا هناك داخل جفوني..فأغمض عيناي بقوة لأحس بك وعيناي محتضنة دفئك..ووجودك...

أتوهج لأن أزيل الوسادة من تحت رأسك وأجعلك تتوسد ذراعي وتنام عليها حلما لا يغفو ولا يصحو..كوردة تتوسد الغصن المائل فتنغلق على نفسها ليحتضنها هواء الليل....

أتوهج لأن أرسم عيناك ثم ألقي الريشة بعيدا وأقف متأملة سحر الغمض فيهما..وأغمض عيناي متخيلة نفسي أرقص معك على شعاعات القمر..تقلدني عقدا من النجوم المتلألئة المنظومة بخيط من غيوم..وتتمايل معي ونطير...من شعاع إلى شعاع...


كن خيطا من دخان لا يتلاشى...ليروي دوما أن هنا كانت النار...هنا إشتعل الحب...ولن ينطفيء...

سيبقى.....

حتى تكتمل اللوحة...وحتى يغرق الزورق...

تلك اللوحة لن تكتمل أبدا...فكل جمال يدخل في وصفها...ولا يكتمل وصفها أبدا....

وذاك الزورق لن يغرق أبدا..فهو دوما يسير ملاكا على الماء...بشفافية..ولا يغرق...إذ يسير دون أن يلامس الماء......


وهذه الكلمات ستبقى مبتورة....لن تكتمل أبدا...لأن الوصف في هواك دوما لا يكتمل....


ستبقى كلماتي لك مبتورة...يكملها النظر الذائب إلى عيناك الساحرة....


والصمت..الذي يعبر أحيانا عما تفشل عن التعبير عنه الكلمات....

ولتبق أنت زجاجة عطري التي لا تنكسر...

وردة كتب داخلها من قبل أن تتفتح..... أني أحبك.....وسأبقى أحبك...بكلمات مبتورة......

ليست هناك تعليقات: