حينما تخطفك الحياة من مكان اعتدت عليه وأحببته..
حفظ ملامح وجهك وهو يهفو إليه كل يوم..
كل ضحكة اطلقتها فرددها صداه..وكل مرة بكيت فيها فنظر إلى دموعك بصمت وهيبة..
حينما ترحل بعيدا بعيدا.. ويظل هذا المكان يسكن اعماقك..
تنتظر اللحظة التي تعود فيها.. تركض إليه..
فيأخذك بابه إلى مكان آخر!
تنظر إليه.. رباااااه... لقد تغير..!!
تلك الوجوه التي اصبحت تملؤه... مختلفة جدا عن تلك المحببة التي احببتها واعتدتها..
الضحكات التي ترتفع في هذا المكان.. حتى الأشياء التي اصبحت تملؤه.. الجدران.. كل شيء اختلف!!
تتنهد بألم.. تمد كفّك لتستند بها على الجدار.. فتصطدم يدك بنتوء قديم...
لم تنجح محاولات التغيير التي ألمت بالمكان على ان تخفيه او تقتله..
لقد بقي هذا النتوء الوحيد في الجدار شاهدا على ذاكرتك وحدها..
شاهدا على ما كان يملأ هذا المكان من عبق ما زال آسرا روحك ومغادرا بها..
تتحسس بيدك هذا النتوء البارز.. الباقي من ذاكرتك القديمة.. تنظر إليه بحنين جارف..
تبتسم له.. وتكاد تشعر به يبتسم لك ويبادلك غمزة سرية.. يخبرك بها:
كما ذاكرتك انا.. باق على عهدنا.. لن ارحل..
ترفع يدك عنه.. تتراجع.. تضم معطفك إلى صدرك.. وترحل...
ما بين ألم الاشتياق إلى المكان الذي احببت.. وما بين شعورك بالتبسم.. لبقاء هذا النتوء.. صديقك الصغير القديم....
انت تحتاج ببساطة إلى البكاء على هذا الجدار...
لأنه سور مبني على روحك..لن يرحل وان انتهى من الواقع..
ماهي الحياة كلها إلى ذاك الماضي الذي نطل منه على الكون؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق