السبت، 1 يناير 2011

شتائية عيد....



شتوية جدا هذه الليلة...

شتوية برغم دفئ وجودك في اعماقي..

اعتدت كل ليلة شتاء ان ابكيك..

لكنني نضجت هذا الشتاء كثيرا..

وآمنت بما يمحي دموعي للأبد انك في اضلعي وجودا لا تمحيه الأيام.. ولا الأزمان..

ولا اي وجود آخر سواك




شتوية جدا حتى انني ارتعش اشتياقا لتلك الليالي التي كنا فيها اطفالا

نحب طفولتنا

نركض إلى الجبال الثلجية ونغني مع رنين الأجراس اغنيات العيد

ربما هو ليس عيدنا

لكننا كنا اطفالا نسرق الفرحة من كل حقيبة صغيرة نراها مفتوحة امامنا

نتناولها كــ حلوى ونقول بملئ فينا انها لنا..

لانها وجدت امامنا وان كانت ليست ملكنا

أوليس في عالم الأطفال لا يوجد معنى للملكية؟!

لم ينطفئ بداخلي هذا العالم..

وربما هذا العام قررت ان لا احتفل بالعيد

لكنني احتفل بعيدي الصغير في طفولة عينيك الأبدية

احتفل بأن اضم رائحة عطرك إلى صدري واتهادى إلى النجوم والليل والقمر

إلى جبال ربما تشبه في كينونتها جبال الألب!

رباه كم تهفو روحي إليك..


إلى ضحكتك الخجولة

همستك البريئة وانت تمسح دمعتي وتحاول ان تجعلني اضحك

لم تفهم يوما انني لا ابكي بك.. انما ابكيك.. وابكي خشية ان افقدك

كم كنت واثقة حين القيت نفسي في كل مخاطر الدنيا

وحينما المح في عينيك خوفا اقول لك بثقة.. لن انهار.. انت معي.. انت معي!!

شتوية جدا هذه الليلة.. هل لانك لست معي فيها؟

لكنك فيّ حقيقة لا تزول..


انا لم اعد ابكي..


انا ما زلت طفلة.. لكنني اصبحت اخيرا طفلة كبيرة


كبيرة إلى درجة ان التصق بظهرك واحتمي بك من كل تلك الدموع

واعلم انك لم تعد ترحل

لن تغادر مرة اخرى

لانك لم تغادر ابدا..


استغرقت وقتا طويلا حتى استوعب هذه الحقيقة..

وحين تجلت امامي.. عرفت الحياة..

التي لم تكن يوما شيئا بلاك...


شتوية جدا هذه الليلة.. شتوية بقدر دفئك الطفولي الذي يتخلل فراغات اصابعي الصغيرة وانا اعد عليها أيام الاشتياق..

ولا تكفي

فأعيد العد

ولا تكفي

وأعيد العد

ولا تكفي

وأعيد العد.. حتى انام..

أغفو كــ رضيع آمن على صدر امه....

إلا ان الفرق بيني وبينه انني انام على هدي صوت انفاسك.. الذي ربما لا اسمعه..

لكنني ما زلت احسه.. واتنفسه كل صباح وإثر الليل..

وإلاه لما كنت الآن هنا.. اخط إليك وحدك هذه الحروف..

وأسرق لك وحدك فرحة الأطفال من حقيبة العيد الكبير.. الذي ليس لنا

لكنه موجود امامنا..

وانا وانت.. طفلان معتادان على سرقة بعض الفرحة من حقائب الآخرين وإن لم تكن لنا..

وتناولها كــ حلوى.. وارتداءها كــ قبس من نور على اسطح اعيننا المتلألئة كــ أضواء الأشجار التي ليست لنا..


شتوية جدا هذه الليلة.. بقدر قبس الفرح في اعيننا.. بقدر وجودك في اضلعي حقيقة لا تزول..


بقدر حبي الذي هو لك ولن ينطفئ ما دامت الأرض تدور

شتوية جدا هذه الليلة ^^

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

روعه ابدعتي عجبتني بقووهـ ^^