وفي عينيه.. عرفت ان العمر قد اختار مسارا مختلفا للقدر
لطالما نبضت عيناه بالقوة
بل واحيانا بالجبروت
كان امامي جبلا لا يهتز..
فقبل ان يكتمل خروج اسمي من فمه مناديا اقف امامه في وجل وارتقاب
لم اجرؤ يوما على النظر المباشر في عينيه.. كنت اخشى ان تجتاحني قوته..!
لكنني اليوم وبعد سنين طويلة
تجرأت على النظر إلى وجهه
فذهلت من اخاديد السنين
وندبات الالم..
في عيناه قوة كامنة خارت خلف هضاب الضعف والمرض
في عينيه بريق قديم.. اصبح الان جليدا
صقيعا.. ارتعش بردا حينما انظر اليه
بعدما كنت استمد القوة منه في طفولتي
ربااه.. ماذا فعلت بك السنين يا ابي..
كيف اصبحت فجأة رجلا من الماضي يتعمد على عكاز الحاضر ويسير ببطء....
كأنني كنت في صرحك العامر مستترة من وجه الريح ومخاوف الظلام
وفجأة وهن البناء
انا لم اعتاد هجمات الريح يا ابي..
لم تعلمني يوما كيف اصدها.. وكيف ابدد الظلام
بل اخبرتني انه دائما لابد من وجود رجل يفعل كل ذلك من اجلي
وانا صدقتك
اعرف انك لم تكذب يوما
لكنني الآن اقف في مهب الريح
واتمسك بالعشب الواهن
وفي عنقي كل اولئك الذين عودتهم انت على الاختباء في حضن صرحك
فلم يعرفوا يوما -وانا مثلهم- كيف نتخطى الحياة
لو تعرف يا ابي كم احتاج الان الى شبابك.. وجبروتك..
لو تعرف كم احترق وانا ارى في عينيك ضعفا لم اتعوده
وابتسم مجددا
وارفع وجهي للسماء وانادي:يارب
واغمض عيناي بقوة كي امنع دماء الروح -دموعي- من الفرار امامك
لقد اخبرتني اميرة ما في احد العصور
انه في قلب امي وابي.. مهما اخطأوا في تقديرات الحياة/ امنية كامنة
هي انا...!!
لن انسى هذه الحقيقة يوما...
ومن اجلكما.. انت وامي
سأحقق هذه الامنية الكامنة...
سأكون انا.. كما ربيتماني دائما
البتول
القوية
التي لن تكسرها الحياة.. ولن تسمح لها بان تمس اهلها بسوء طالما في قلبها بعض النبض.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق