الأحد، 27 سبتمبر 2009

مقومات التغيير

لطالما تحدث الناس عن التغيير و (طاقة التغيير ) و (ديناميكية التغيير ) وامور شتى حذو ذلك
ربما انا نفسي اتحدث كثيرا عنه،، لدى كلا منا نزعة (تغيير الكون)......
وكلنا _وإن تظاهرنا بعكس ذلك_ ننتظر ان نمد ايدينا إلى جيوبنا يوما لنجد زرا نضغطه فيتغير ما نرغب بتغييره.....
انه حلم مستحيل.... لكننا (والنا الدالة على الفاعلين هنا تدل على الفاعلين من فئة المتشدقون بالتغيير تشدقا دون عمل) نعتقد بكل بحاجة وكــ أبسط حقوقنا البشرية انه من حقنا ان نحلم بذلك من خلف النوافذ وعلى مقاعدنا التي _لابد_ تحمل صمغا امريكيا قويا يمنعنا من النهوض!!
وأنا _رافعةً قبعتي تقبلا لتحايا الاعجاب_ احدى هؤلاء المتشدقون حقا إذا ما حسبت نسبة التغيير التي اجريتها في حياتي منذ فهمت (تقنية التغيير) وحتى لحظة كتابتي لهذه السطور......
كنا اليوم في زيارة ابنة عم امي... غادة..... امرأة سورية ذات ام فرنسية (والعتب عالاستعمار الفرنسي/السوري).... جلست تحكى لنا قصتها...
كانت تعيش بهناء وسعادة مع اسرة تتكون من زوج عاشق وولدين وابنة هادئين محبين.....
حتى المت بها الفاجعة واصاب زوجها المرض الخبيث ومات اثره تاركا خلفه اسرة مدللة لم تخلع قفاز الاناقة عن اناملها بعد....
وهنا بدأت رحلة التغيير الحقيقية لأمرأة /تجد صعوبة جمة في نطق حرف الراء دون ادخال لدغة الــ(غين) الفرنسية/ وسط مجتمع لا يرحم...
نهضت.....ضمت جروحها إلى صدر صمتها المكسور وضمت الأسرة بجو من الدفء والهدوء... والتغيير !!
علمتهم كيف يتلقون الحدث ويتفاعلون معه ايجابا،، وخلقت من تعاستهم نجاحا باهرا.... نجاحا اسريا نغبطها نحن (المستقرين اسريا) عليه،،
اتحدث عن التغيير وانا اتذكر قصة ذكرها الدكتور طارق السويدان في احدى محاضراته،،
عن الشاب الذي ضاقت احوال اهله وقريته فأرسلوه إلى قرية اخرى طلبا للرزق،،
وقبل رحيله اعلم شيخه ثم رحل،،
وفي الطريق رأى في الصحراء طيرا كسيحا يبعد تماما عن مناطق الــ(رزق بمفهوم الطيور)،،
فتساءل،، ترى كيف يحيا هذا الطير الكسيح في مكان كــ هذا!! لا بد ان له قصة،، ولا بد ان اختبئ له أرقبه لأعرف تلك القصة...
وحدث ذلك،، اختبأ وراقبه،، فوجد طيرا صحيحا يأتي من بعيد ويطعمه حيث هو!!
نظر الشاب وقال سبحان من اطعم هذا الطير الكسيح وهو في الصحراء! ثم عاد إلى قريته ولم يكمل الرحلة إلى القرية الأخرى
وعندما شاهده شيخه في اليوم التالي ناداه وسأله: ما شأنك؟ ألم تسافر؟
فأخبره بما رأى،، فكان الرد من الشيخ،،هذا الرد الذي هزني من دواخلي وزرع في اعماقي المعنى الحقيقي لــ ديناميكية التغيير،،هذا الرد:
ويحك،، لم فضلت خيار ان تكون الطير الكسيح على ان تكون الطير الصحيح!!
ياله من رد مفحم،، رد يجعلنا نعيد حسابات حياتنا كلها مجددا،، ونفكر...........
هل حقا فكرنا يوما بالتغيير؟؟؟؟

هناك تعليق واحد:

.. هدّولا .. يقول...

يقول المثل .. كل دقّة بتعليمة .. وهذه (( الدقة )) هي التي دائما نحتاج إليها لنتعلم بالتالي لنتغير للأفضل ..

والحافز للتغير .. هو عدم رضا الشخص عن نفسه ويشعر بأنه ناقصٌ عن غيره ..

تدوينة رائعة .. تدعو للأمل والتفاؤل بأن هناك فرصةً دائما لكل شئ ..
ويمكن للشخص أن يتغير مادام يريد ذلك ..


شكراً يصلُ لعنان السماء ..