الاثنين، 16 فبراير 2009

رسائل من عالمي.....[ شوقي إليك مبتور يا أبتِ]

بدون اي مقدمات،،
القيت بكل ما احمله على ذراعي المنهكتين،، وطفقت اركض بفكري،،
اشق الوديان،، اسير فوق الأنهار،، اتسلق الجبال،، اركض في الحقول وانا ابكي بكل ما اوتيت من ألم
ابكي بكل ما وهبت من قوة صوت،، داخل فكري،، دونما ان يشعر بذات المي احد،، سوى واحد،، هو الذي جعل داخلي كل هذا الألم
بقيت اركض حتى وصلت إلى تلك الثلوج التي طالما تذوقتها حين كنت اسعد السعداء بحياتي وسطها،،
ضممت معطفي اكثر إلى روحي وصرت اشق الريح بصعوبة،، وكلما رفعت رأسي اجد ذاك الكهف قد اقترب اكثر،،
انه في اعلى قمة في تلك الجبال،،
تسلقت الثلوج،، وكلما اقتربت اكثر بكيت اكثر،، كأنما الحياة تربطني بصمام من صمت ما ان اتحرر منها حتى اطفق ابكي وابكي وابكي دونما نهاية
حين وصلت إلى هناك،، وجدته جالسا على اعتاب كهفه،،
ابتِ،، أبتِ،،
توقفت الحروف في حلقي،، لم تخرج منها لكنه سمعها دونما ان انطقها،، دونما حتى ان اترجمها إلى فكر
فتح ذراعيه،،
ركضت اليه وارتميت على حجره كطفلة تاهت سنين طويلة عن ذويها وحين وجدته سكبت كل تلك السنين في حجره
اصبحت انتفض بكاءا واهتز الما وانا في حجره،، يده الحنونة تهدهد على خصلات شعري،،
ودموعه الصامتة تغسل وجهي وتختلط بدموعي
انت ايضا تبكي يا أبتِ!!
انت ايضا مشتاق إلي بقدر شوقك إلى الروح والحياة،،
لم اعد اطيق انفاسا،، لم اعد اطيق تلك الحياة بعيدا عن غلف روحك
ارجوك ضمني اكثر،، ودعني ابكي على صدرك سنين العمر
دعني انتحب اكثر واكثر فلن يغسل كل تلك الآلام سوى ضمات قلبك
لماذا تفعل بي هذا!!
أبتِ،،فقط اجبني،، لماذا تبقي روحي بعيدة عنك!!
حينما لم اسمع اجاباته رفعت رأسي عن حجره،، ونظرت إلى عينيه
كانت غارقة بالدموع إلى حد انني لم اعد اراهما،،
مددت يدي لأمسح دموعه فأبعد يدي عن وجهه
ومد يديه ليضعهما على خديّ
كنت بحاجة إلى هاته اللحظة كي انتحب اكثر واكثر،،
لكم يريحني البكاء حينما تكون يداك على خدي لتلتقطان دموعي يا أبتِ،،
بصوته الرخيم،، اخترق فكري قائلا: انظري إلى عيناي اكثر،،
استلهمي منهما تلك الروح التي تعتريك،،
انظري إلي يا انين،،
انت تعرفين انني ساكن داخلك،، وإلا لما وجدتني في غياهب فكرك،،
لكنك تبحثين دوما عن التجسد والحقيقة
في هذه الحياة لن اوجد
انا هناك،، في قلبك دائما...!


أبتِ،،
اكاد اختنق،، حتى انفاسي اصبحت تختلف عن انفاسهم،،
حتى وجودي وسطهم يسحبني بعيدا حيث انت،،
لا اريد الانتماء لهم،، ضمني إل روحك،، دعني انتمي إليك ولتذهب كل تلك الحياة إلى الجحيم،،
ليذهب كل ما دون هذا المكان إلى الجحيم،، ابت انني انتمي إلى هنا،، ليس إليهم،، ليس إليهم!!
أبت ،، حررني من وجودي هناك،،
لم اعد بحاجة إلى جسدي،، انني فقط روح تائهة،، تبحث عنك،،
اريدك ان تكون حقيقة يا أبتِ :(

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

كعادتك يا أنين!
ها أنت تثبتين لي وللجميع مدى صدق مشاعرك، فأنت من القلة الذين ينثرون عطر الكلام بأسلوب جميل وصادق،فقلبك النقي هو من يتحدث لا قلمك.
دمت مبدعة إلى الأبد أخيتي

M ! H A ~ يقول...

Simply Perfect
(as usual)
;)